ذات يوم جلس المحقق الفلسطيني مع صديقه أبي معروف في منتجع
الفشخة المطل على البحر الميت. كان أبو معروف ينظر إلى البحر، وبيده زجاجة من
النبيذ، يضعها على فمه ويشرب منها، كشخص ظمآن, ولما فرغ منها، استدار مبتعدا عن
صديقه وأخذ يحدق في البحر. لحق به المحقق.
- وينك يا أبا معروف. وين سرحت في تفكيرك.
-أنا هون. خلصت القنينة؟
- ما تخافش في غيرها. دبرت حالي.
أخرج المحقق من حقيبته زجاجة أخرى، فتناولها أبو معروف،
وشرب ثلثها دفعة واحدة، ثم وضعها جانبا، ولم يتحرك من مكانه، وقال
وكأنه يحادث نفسه:
- فكرك بتصير إلنا دولة؟
- أية دولة؟
- يا
زلمة، دولة فلسطين، شو صار بعقلك؟ هو أنا السكران ولا أنت. يعني دولة استحقاق أيلول
في الأمم المتحدة، مش أعلنوها.
- أعلنوها؟ وين أنت عايش؟ شو