تحقيقاتٌ تُرهِبُ السلطانَ ولا تَرْهَبُهُ

تهافت سماسرة الأراضي والوطن

04‏/06‏/2012

بلاد تحكمها ملائكة - الشيخ الدون جواني


الفصل الأول - الحلقة الأولى
(أول رواية  تُنشر في مدونة المحقق الفلسطيني عن فساد منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية)

كانت السكرتيرة الأولى ريم مداح على يقين بأن الشيخ قد يسقط إلى الحضيض، ويكُشفَ أمره أمام الله ومخلوقاته، وهي لا تريده أن يسقط، لأنها متورطة معه، أولا، ولأنها لا تريد أن يسقط وحده، فهناك آخرون يستحقون أن يسقطوا. 
أحست أنها تتعاطف معه، فلم يكن أول ولا آخر شيخ يتحرش بالنساء، ولا شك أنه ارتكب جريمة، وهي شريكته، ولكن لماذا يحاسب وحده على تلك الجريمة؟ ولماذا لا يحاسب بقية المتحرشين من وزراء ورجال أمن وسياسيين؟ أحرام عليه التحرش وحلال على الآخرين؟  لذلك، قررت أن تكتب اعترافاتها لتذكر هذه الحقيقة ،وتكشف فساد الآخرين، فهي ترفض أن يسقط  الشيخ وحده ولا تسقط معه منظومة الفساد، وتستطيع في هذه اللحظة أن تذكر جميع أسماء الذين لم يسقطوا من االفاسدين من أركان لنظام، وقد فعلوا أكثر من التحرش الجنسي، وأكثر من نهب المال العام، وأكثر من سوء استخدام المنصب، فعلوا أشياء يندى لها الجبين ، خانوا الوطن ولم يحاكمهم أحد. بقيت منظومة الفساد متماسكة  وقوية ، وازدادت شراستها لأنها تمسك بقوة بمفاتيح السياسة والمال والعسكر والقضاء والاعلام ، وهي مدعومة بقوة الاحتلال، ولها امتدادت وتحالفات وعلاقات مع منظومات أخرى في الخارج.
كان من الواضح أن سقوطه  لم يكن