تحقيقاتٌ تُرهِبُ السلطانَ ولا تَرْهَبُهُ

تهافت سماسرة الأراضي والوطن

12‏/09‏/2012

أبو مازن والتفخيذ


مازن اسم قبيلة عربية. ومازن بن مالك بن عمرو بن تميم أبوها. 
ينتسب أفرادها إلى غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهي قبيلة امتدحها الشاعر قريط بن أنيف  الذي سخر من قومه بني عنبر وهجاهم على قبولهم الذلة بأبيات منشورة في العديد من المدونات. 
قال قريط بن أنيف :

لو كنت من مازن لم تستبح إبلي 
بنو اللّقيطة من ذهل بن شيبانا
إذن لقام بنصري معشر خشنٌ 
عند الكريهة إن ذو لوثةٍ لانا
قوم إذا الشرّ أبدى ناجذيه لهم 
طاروا إليه زرافاتٍ ووحدانا
لا يسألون أخاهم حين يندبهم 
في النائبات على ما قال برهانا

لكنّ قومي وإن كانوا ذوي عدد 
ليسوا من الشرّ في شيء وإن هانا
يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرةً 
ومن إساءة أهل السوء إحسانا
كأنّ ربّك لم يخلق لخشيته 
سواهم من جميع الناس إنسانا
فليت لي بهم قوماً إذا ركبوا 
شنّوا الإغارة فرسانا وركبانا
لكن يطيرون أشتات إذا فزعوا 
وينفرون  إلى  الغارات  وحدانا

هذه هي قبيلة مازن التي يترأسها مازن بن مالك. قبيلة لا تقبل الضيم، تغزو ولا تُغزى، أفرادها ينفرون إلى الغارة ولا تطير قلوبهم فزعا إن أغار الآخرون عليهم. أما قبيلتنا الفلسطينية فهي دولة محتلة ولها قوات أمن وشرطة ومؤسسات، يترأسها محمود رضا عباس المعروف بـ "أبو مازن"، وهو الرئيس الثاني لدولة فلسطين ، أي انه رئيس خاضع لسيادة الإحتلال. وهو يترأسها منذ عام 2004 وحتى الساعة، خلفا للراحل المغدور ياسر عرفات. 
إنه رئيس رائع حقا، ولا يجدر بنا أن نطعن في وطنيته وانتمائه إلى فلسطين أولا، قبل انتمائه لحركة فتح أو مركزية حركة فتح، فهو يحاول تخليض الدولة الفلسطينية من الاحتلال، بقرار من الجمعية العامة، وهو يسعى لإنقاذ الشعب الفلسطيني، بالقضاء على مقاومته للإحتلال، لكنه يسمح، كرئيس للفلسطينيين المشتتين في كل أرجاء المعمورة بالمقاومة السلمية، وهي مقاومة، كما يٌعرفها بلسانه، بأنها  لا تغلق الطرقات الرئيسية، ولا تخرب الأملاك العامة، ويعدنا بأنه لن يفرق متظاهرين يشتمون الاحتلال. فإن شتم المتظاهرون رئيس وزراء هذه الدولة الخاضعة للإحتلال، فإنه يحب أن يوجه انتباههم إلى أن العدو الرئيس هو  الاحتلال، المسؤول عن كل مصائب الفلسطينيين. 
لن أعارض إلقاء الأوزار على رأس "البغل الإحتلال". ليلقي أبو مازن الأوزار على رأس من يشاء, ولكن تسعة عشر عاما (منذ إقامة السلطة)  من الاستسلام وعدم مقاومة عمليات "تفخيذنا" ظهرا وبطنا، من قبل الاحتلال، أصبحنا نشك بحكمة هذه السياسة. وشكنا ازداد عندما وجدنا أن السلطة المبجلة شاركت الاحتلال في عمليات تفخيذنا، وبمرور الوقت وتكرار التفخيذ استرخت واستلذت. لكننا لا ننكر أن الاحتلال "فخذها" أيضا، أي أتاها من بين فخذيها، فأُستفخذت. 
الاحتلال والسلطة -المُستفخِذون الفاعلون بكسر الذال والمستفخذَون المفعول بهم بفتح الذال-  تمسكوا بشعار أن كافة الأمور المستعصية، كتحرير الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية، لا تحل إلا بالمفاوضات. وقادنا هذا التمسك به إلى مزيد من الانبطاح على الظهر والبطن. 
الآن نحن في حال انتظار، ووضع انبطاح، مرة على الظهر، ومرة على البطن، حسب رغبة المستغخذون الفاعلون.  
إنني أحب أن اسمي الحالات بأسمائها. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق